فصل: من أحاديث الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


-  من أحاديث الباب

- ما أخرجه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ عن سويد بن غفلة، قال‏:‏ سمعت علي بن أبي طالب، يقول‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يأمرنا أن نرتل الأذان ونحذف الإقامة، انتهى‏.‏ وأخرج أيضًا عن مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي الزبير - مؤذن بيت المقدس - قال‏:‏ جاءنا عمر بن الخطاب، فقال‏:‏ إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم، انتهى‏.‏ وعبد العزيز مولى آل معاوية بن أبي سفيان القرشي البصري، ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه ابنه مرحوم، ولم يعرف بحاله، ولا ذكره غيره، قال في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ وروى الطبراني في ‏"‏معجمه الوسط‏"‏ عن عمرو بن بشير عن عمران بن مسلم عن سعيد بن علقمة عن علي، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يأمر بلالًا أن يرتل الأذان، ويحدر في الإقامة، انتهى‏.‏

قوله‏:‏ كما هو السنة ‏"‏يعني تحويل الوجه في الأذان يمينًا وشمالًا مع ثبات القدمين‏"‏، قلت‏:‏ روى الأئمة الستة في ‏"‏كتبهم‏"‏‏:‏ البخاري في ‏"‏الأذان ‏[‏البخاري في ‏"‏هل يتبع المؤذن فاه ههنا وههنا‏"‏ ص 88، ومسلم في ‏"‏باب سترة المصلي‏"‏ ص 196، وأبو داود في ‏"‏باب المؤذن يستدير في أذانه‏"‏ ص 84، والنسائي‏:‏ في كيف يصنع المؤذن في أذانه‏"‏ ص 106‏]‏‏"‏ ومسلم في ‏"‏الصلاة‏"‏ - في باب المرور بين يدي المصلي‏"‏ من حديث أبي جحيفة أنه رأى بلالًا يؤذن، قال‏:‏ فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان، يقول يمينًا وشمالًا‏:‏ حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، وذكر فيه قصة، ورواه الباقون في ‏"‏الأذان‏"‏ ولفظ أبي داود‏:‏ فلما بلغ حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح لوى عنقه يمينًا وشمالًا، ولم يستدر، ثم دخل، فأخرج العنزة، وساق الحديث، ولفظ الطبراني فيه‏:‏ وجعل يقول برأسه‏.‏ هكذا‏.‏ وهكذا، يمينًا وشمالًا، حتى فرغ من أذانه، ولفظ ابن ماجه ‏[‏في ‏"‏باب السنة في الأذان‏"‏ ص 52‏]‏ فيه مخالف لذلك، قال‏:‏ أتيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بالأبطح، وهو في قبة حمراء، فخرج بلال، فأذن فاستدار في أذانه، وجعل إصبعيه في أذنيه، انتهى‏.‏ أخرجه عن حجاج بن أرطاة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، فذكر، وبهذا اللفظ رواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ وقال‏:‏‏:‏ لم يذكرا فيه إدخال الإِصبعين في الأذنين، والاستدارة في الأذان، وهو صحيح على شرطهما جميعًا، انتهى ما وجدته، كما عزواه، وأخرجه الحاكم في ‏"‏المستدرك - في كتاب الفضائل ‏[‏ص 607 - ج 3‏.‏‏]‏‏"‏ عن عبد اللّه ‏[‏الصواب ‏"‏عبد الرحمن‏"‏ كما أشرنا إليه سابقًا‏"‏‏.‏‏]‏ بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده سعد القرظ، قال‏:‏ كان بلال إذا كبر بالأذان استقبل القبلة، ثم يقول‏:‏ اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلا اللّه ‏"‏مرتين‏"‏ أشهد أن محمدًا رسول اللّه ‏"‏مرتين‏"‏، ويستقبل القبلة، ثم ينحرف عن يمين القبلة، فيقول‏:‏ حيّ على الصلاة ‏"‏مرتين‏"‏ ثم ينحرف عن يسار القبلة، فيقول‏:‏ حيّ على الفلاح ‏"‏مرتين‏"‏، ثم يستقبل القبلة، فيقول‏:‏ اللّه أكبر‏.‏ اللّه أكبر، لا إله إلا اللّه، مختصر، وسكت عنه‏.‏- حديث آخر أخرجه الدارقطني في ‏"‏أفراده‏"‏ عن عبد اللّه بن رشيد ثنا عبد اللّه بن يزيغ عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرّف عن سويد بن غفلة عن بلال، قال‏:‏ أمرنا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا أذنا أو أقمنا أن لا نزيل أقدامنا عن مواضِعِها، رواه عن محمد بن معرج الجنديسابوري عن جعفر بن محمد بن حبيب عنه، وقال‏:‏ غريب من حديث سويد بن غفلة عن بلال، تفرد به طلحة بن مصرف عنه، وتفرد به الحسن بنِ عمارة عن طلحة، وتفرد به عبد اللّه بن يزيغ عن الحسن، وتفرد به عبد اللّه بن رشيد عنه، انتهى‏.‏ من ‏"‏الإمام‏"‏‏.‏

وأما الأثران، فقد تقدم عند ابن ماجه‏.‏ والحاكم عن أبي جحيفة، وفيه‏:‏ فاستدار في أذانهِ، ورواه الترمذي ‏[‏في ‏"‏باب ما جاء في إدخال الاصبع الأذن عند الأذان‏"‏ ص 27، والنسائي في ‏"‏الزينة - في باب اتخاذ القباب الحمر‏:‏ ص 302 - ج 2 عن إسحاق الأزرق عن سفيان به‏.‏‏]‏ حدثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، قال‏:‏ رأيت بلالًا يؤذن، ويدور، ويتبع فاه ههنا وههنا، وإصبعاه في أذنيه، وقال‏:‏ حديث حسن صحيح، واعترض البيهقي ‏[‏في ‏"‏السنن‏"‏ ص 395 - ج 1‏.‏‏]‏، فقال‏:‏ الاستدارة في الأذان ليست في الطرق الصحيحة في حديث أبي جحيفة، ونحن نتوهم أن سفيان رواه عن الحجاج بن أرطأة عن عون، والحجاج غير محتج به، وعبد الرزاق وَهَمَ فيه، ثم أسند عن عبد اللّه بن محمد بن الوليد عن سفيان به، وليس فيه ‏"‏الاستدارة‏"‏، وقد رويناه من حديث قيس بن الربيع عن عون، وفيه‏:‏ ولم يستدر، قال الشيخ في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ أما كونه ليس مخرجًا في ‏"‏الصحيح‏"‏، فغير لازم، وقد صححه الترمذي، وهو من أئمة الشأن، وأما أن عبد الرزاق وَهَمَ فيه، فقد تابعه مؤمل، كما أخرجه أبو عوانة في ‏"‏صحيحه‏"‏ عن مؤمل عن سفيان به نحوه، وأما توهمه أنه سمع من حجاج بن أرطأة فقد جاء مصرحًا به، كما أخرجه الطبراني عن يحيى بن آدم عن سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، قال‏:‏ رأيت بلالًا أذَّن فاتبع فاه، ههنا وههنا، قال يحيى‏:‏ قال سفيان‏:‏ كان حجاج بن أرطأة يذكر عن عون أنه قال‏:‏ واستدار في أذانه، فلما لقينا عونًا لم يذكر فيه‏:‏ واستدار، وأيضًا فقد جاءت ‏"‏الاستدارة‏"‏ من غير جهة الحجاج، أخرجه الطبراني أيضًا عن زياد بن عبد اللّه عن إدريس الأودي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، قال‏:‏ أتينا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وحضرت الصلاة، فقام بلال فأذن، وجعل إصبعيه في أذنيه، وجعل يستدير، وذكر باقيه، وأخرج أبو الشيخ الأصبهاني في ‏"‏كتاب الأذان‏"‏ عن حماد‏.‏ وهيثم جميعًا عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن بلالًا أذن لرسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بالبطحاء، فوضع إصبعيه في أذنيه وجعل يستدير يمينًا وشمالًا‏.‏

- الحديث السابع‏:‏ روي أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ

- أمر بلالًا أن يجعل إصبعيه في أذنيه حين الأذان،

قلت‏:‏ أخرجه ابن ماجه في ‏"‏سننه ‏[‏في ‏"‏باب إفراد الإقامة‏"‏ ص 54‏]‏‏"‏ عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمر بلالًا أن يجعل إصبعيه في أذنيه، وقال‏:‏ ‏"‏إنه أرفع لصوتك‏"‏، انتهى‏.‏ وأخرجه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ - في كتاب الفضائل‏"‏ عن عبد اللّه ‏[‏الصواب ‏"‏عبد الرحمن كما تقدم‏]‏ بن عمار بن سعد القرظ حدثني أبي عن جدي أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمر بلالًا أن يضع إصبعيه في أذنيه، وقال‏:‏ ‏"‏إنه أرفع لصوتك‏"‏، مختصر، وسكت عنه، وأخرجه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ من حديث بلال أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال له‏:‏ ‏"‏إذا أذنت فاجعل إصبعيك في أذنيك، فإنه أرفع لصوتك‏"‏، انتهى‏.‏ وأخرج ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏ عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد أخبرني أبي عن أبيه عن أبي أمامة، أنه عليه السلام أمر بلالًا أن يدخل إصبعيه في أذنيه، وقال‏:‏ ‏"‏إنه أرفع لصوتك‏"‏، ذكره في ‏"‏ترجمة عبد الرحمن‏"‏ هذا، ولم يذكره بجرح ولا تعديل، فهو مجهول عنده، وضعفه ابن أبي حاتم، وقال ابن القطان‏:‏ عبد الرحمن هذا‏:‏ وأبوه‏.‏ وجده كلهم لا يعرف لهم حال، انتهى‏.‏ قال القاضي شمس الدين السروجي في ‏"‏الغاية‏"‏ روى ابن حيّان أنه عليه السلام أمر بلالًا أن يجعل إصبعيه في أذنيه، وهذا ليس ابن حبّان صاحب ‏"‏الصحيح‏"‏، وإنما هو ابن حَيان ‏"‏بالياء المثناة‏"‏ أبو الشيخ الأصبهاني، رواه في ‏"‏كتاب الأذان‏"‏ وهو جزء حديثي، وأبو حاتم بن حبان ‏"‏بالباء الموحدة‏"‏ هو صاحب الصحيح‏"‏ وكان عليه أن يبينه، واللّه أعلم، وقد ورد في حديث الرؤيا أن الملك حين أذن وضع إصبعيه في أذنيه، أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في ‏"‏كتاب الأذان‏"‏ عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد اللّه بن زيد الأنصاري، قال‏:‏ اهتم رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ للأذان بالصلاة، وكان إذا جاء وقت الصلاة صعد رجل يشير بيده، فمن رآه جاء، ومن لم يره لم يعلم بالصلاة، فاهتم لذلك همًا شديدًا، فقال له بعض القوم‏:‏ يا رسول اللّه، لو أمرت بالناقوس‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فعل النصارى‏"‏، قالوا‏:‏ فالبوق‏؟‏ قال‏:‏ فعل اليهود‏"‏، قال‏:‏ فرجعت إلى أهلي، وأنا مغتم، لما رأيت من اغتمام رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، حتى إذا كان قبيل الفجر رأيت رجلًا عليه ثوبان أخضران، وأنا بين النائم واليقظان، فقام على سطح المسجد، فجعل إصبعيه في أذنيه ونادى، الحديث، ويزيد بن أبي زياد متكلم فيه، وعبد الرحمن عن عبد اللّه بن زيد تقدم قول من قال فيه انقطاع، قوله‏:‏ والشافعي رحمه اللّه يفصل بين الأذان والإقامة في المغرب بركعتين، سيأتي الكلام على أحاديث المسألة في ‏"‏باب النوافل‏"‏ إن شاء اللّه تعالى‏.‏

- الحديث الثامن‏:‏ قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏

- ‏"‏وليؤذن لكم خياركم‏"‏،

قلت‏:‏ رواه أبو داود في ‏"‏الصلاة - في باب من أحق بالإِمامة‏"‏، وابن ماجه في ‏"‏الأذان‏"‏ من حديث حسين بن عيسى عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏ليؤذن لكم خياركم، ويؤمكم قرائكم‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏، وذكر الدارقطني أن الحسين بن عيسى تفرد بهذا الحديث عن الحكم بن أبان، وحسين بن عيسى منكر الحديث، قاله أبو حاتم‏.‏ وأبو زرعة الرّازيان، وفي ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ وروى إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ ‏"‏لا يؤذن لكم غلام حتى يحتلم، وليؤذن لكم خياركم‏"‏، انتهى‏.‏ ولم يعزه، ثم قال‏:‏ قال الإمام أبو محمد عبد الحق‏:‏ إبراهيم هذا وثقه الشافعي خاصَّة، وضعفه الناس، وأصْلَحَ ما سمعت فيه من غير الشافعي أنه ممن يكتب حديثه، انتهى‏.‏